لاشك أن الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة للقمة العربية الأوربية الأولى، تشكل غيرت كافة التوجهات والمواقف البسيطة والمستهلكة لبعض الدول التي لا تشارك في المؤتمرات إلا للخطابة و تسجيل الحضور .
والحال أن المطلوب التعبير عن واقع الدول العربية بجدية ، لتحديد الداء الذي يعيق تقدمها ، ويحول دون دخولها في علاقات جدية مع الدول الأوربية .
الواقع أن المغرب عبر رسالة جلالته ، أثار انتباه الدول المغربية، أن المشاكل التي تعاني منها راجعة بالدرجة الأولى سوء العلاقات بين بعضها البعض بالتدخل في الشأن الداخلي للدول العربية ، مما يؤدي إلى الحذر وانعدام الثقة ، الشيء الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار ، والتباعد والعداء ، رغم خطاب الأخوة والتاريخ المشترك ، ونو من النفاق والخديعة .
وطبيعي أن لا يستقبل الجانب العربي رأي المغرب بالقبول ، بل استقبله بالتعتيم ، في حين فهم الجانب الأوربي رسالة المغرب الواقعية ، والهادفة إلى البناء الصلب للعلاقات العربية الأوربية ، إذ لا يمكن للدول العربية التي تعيش أزمة في العلاقات بينها ، أن تشكل محورا حقيقيا ، وشريكا ذا مصداقية لأوروبا الموحدة اقتصاديا وسياسيا .
إن الدول العربية بقدر ما كانت تسعى للوحدة فيما بينها في الماضي ، بقدر ما تبخر هذا الحلم ، وأصبحت القطبية و الولاءات ، والتجزئة ، والعداء ، واقع تعيشه الشعوب العربية مكرهة لا دور لها في ذلك .
إن على المشارقة أن يقتنعوا أن المغرب له سياسة مستقلة ، ولن يكون تابعا أو يدخل في ولاءات عمياء ، ولا يمكنه أن يستهلك رصيد الدبلوماسي ومصداقيته الدولية في نزاعات شخصية تكاد تكون قبلية ، في حين قد يكون فاعل خير بين الأشقاء لعقد مصالحات وتسويات تصب في مصلحة الجميع .